هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سماح
مشرف عام
مشرف  عام
سماح


عدد المساهمات : 124
نقاط : 54
تاريخ التسجيل : 18/03/2010

منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Empty
مُساهمةموضوع: منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته   منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Emptyالجمعة مارس 19, 2010 4:58 pm




الحمدلله الرحيم الرحمن، علَّم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الأكوان، و أشهد أن محمدآً عبده و رسوله المبعوث من ولد عدنان، صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً.

و بعد:

فقد اختلفت الأمة الإسلامية في أسماء الله تعالى وصفاته كما اختلف الذين من قبلهم ، وقد هدى الله تعالى من اصطفاهم واختارهم إلى الحق الذي اختلف فيه بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

فمن هم أهل الحق ؟ هم أهل السنة والجماعة ، ويسمون بالسلف الصالح لاتباعهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ،وسمواأهل الحديث وأهل السنة : لإنهم يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخالفونها ، وبالجماعة : لاجتماعهم على الحق الذي جاءهم من عند ربهم تعالى .

- فالصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار ، هم خير من مثـَّـــل الإسلام علماً وعملاً ، عاصروا التنزيل وتربوا على يد معلم البشرية ، وهم أعلم الأمة بالله تعالى ، وبكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد شهد الله تعالى لهم بالخيرية والأفضلية ، قال تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار }.

- وقد أصبح المنهج الذي سلكوه ، وساروا عليه ، المنهج الذي يجب أن يستقيم عليه كل من جاء بعدهم ، وسمي بمذهب السلف الصالح .

وقد ورث علم السلف الصالح أئمة أعلام، من التابعين لهم بإحسان ، ممن أقر لهم الناس بفضلهم وإمامتهم ، كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان بن عينيةوعبدالله بن المبارك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد وإسحق بن راهويه وأصحاب السنن الأربعة و الدرامي، وغيرهم كثير.

ومن أبرز من حمل منهج السلف ، وناضل عنه وجاهد ، الإمام أحمد بن حنبل، الذي حفظ الله به الدين في فتنة القول بخلق القرآن ، ولذا أصبحت متابعته أمارة على السنة ، وبغضه وكراهيته دليل على الإنحراف والبدعة .


الأصول التي تقوم عليها عقيدة السلف
في الأسماء والصفات

عقيدة السلف تقوم على عدة أُسس وأصول ، مستقاة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، وفهم الصحابة لهما .

وهذا بيانها :

( 1 ) الأصل الأول: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه ، أو نفاه عنه صلى الله عليه وسلم .

قال الشافعي - رحمه الله - : آمنت بما جاء عن الله ، وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال : لله أسماء وصفات جاء بها كتابه ، وأخبر بها نبيه أمته ، لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحجة ردّها .

ويدل على صحة هذا الأصل أمور :

- أ - أن الله تعالى وأسماءه وصفاته غيب لا يُعرف إلا من قِبل الوحي ، وقد أثنى الله تعالى على عباده الذين يؤمنون بالغيب ، فقال عز وجل : { آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب } ، وقال سبحانه وتعالى : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } .

- ب - أن رَّد ما أثبته الله لنفسه أو رسوله صلى الله عليه وسلم تكذيبٌ لله ولرسوله ، فكيف يخبر الله تعالى عن نفسه بأنه : الحي القيوم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن السميع البصير العلي الأعلى ... فيأتي جاهل مغرور، فيقول : إن الله لا يصح أن يوصف بذلك ؟!! ، وهل يكون مؤمناً بالله تعالى وبـكـتابه وهو يرد ماجاء فيه ؟!

-ج- أن الله تعالى قد أَمرنا نعلم ونتعلم أسمائه وصفاته وأن نؤمن بها ، فقال : { واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شئ عليم } ، وقال : { واتقوا الله وأعلموا أن الله بما تعملون بصير } ، وقال : {واعلموا أن الله سميع بصير } ، وقال : { فاعلموا أن الله غفور رحيم } ..... وغيرها من الآيات الكثيرة التي ذكر فيها أسماءه وصفاته وأفعاله .

فمن ردّ على الله تعالى أمره ، أصابته الفتنة والعذاب ، كما قال عز وجل : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتتنة أو يصيبهم عذاب أليم }.

( 2 ) الأصل الثاني: تنزيه الله تعالى عن التمثيل والتشبيه ، وكل صفات النقص ، وهذا الأصل دل عليه قوله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، وقوله : {ولم يكن له كفواً أحد }، وقوله : { هل تعلم له سمياً }، وقوله : { فلا تجعلوا لله أندادا .... }

فليس كمثله شيء : نفي للمشابهة والمماثلة ، {وهو السميع البصير } إثبات السمع والبصر .

وهذا الأصل متفق عليه عند السلف ، قال الطحاوي :«اتفق أهل السنة والجماعة على أن الله ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله » .

وقال أبو حنيفة في الفقه الأكبر :«وصفاته كلها خلا ف صفات المخلوقين ، يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا ».

وجمع الإمام نعيم بن حماد الأمرين معاً فقال : « من شبّه الله بشئ من خلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه ، ولا رسوله تشبيه » وليس تنزيه الله تعالى عن التمثيل يكون بنفي ماأثبته الله تعالى لنفسه أو رسوله ، كما فعلت المعطلة ، فزعموا أنهم يريدون تنزيه الله تعالى بنفى كلامه ، واستوائه ، وعلوه على خلقه ، ونزوله للسماء الدنيا ، واتصافه بالرحمة ، والوجه واليد والغضب والرضى .... الخ .

بل هم في ذلك مخالفون للرسل واتباعهم ، الذين أثبتوا ما أثبته الله لنفسه، ونفوا ما نفاه عن نفسه .

( 3 ) الأصل الثالث: إجراء الصفات على ظاهرها وترك تأويلها :

ومعنى هذا أن السلف لا يتعرضون لتأويلها وتحريفها ، بل يثبتون لها المعنى الظاهر المفهوم من لغة العرب ، وأنها حقيقة لا مجاز .

وخالف في ذلك ثلاث فرق :

( أ ) فرقة أجرت الصفات على ظاهرها ، ويجعلون ظاهرها من جنس صفات المخلوقين ، وهؤلاء هم المشبِّهة ومذهبهم باطل .

( ب ) وفرقة قالت : يجب نفي ظاهر الصفات ، لإن ظاهرها يفيد التشبيه بزعمهم فيقولون معنى رحمته :نعمته أو إحسانه !! وسمعه وبصره : علمه ! واستواؤه : استيلاؤه ! ونزوله نزول رحمته ! ويده قدرته ! وهكذا تحريفا لقول الرب عن مواضعه !!!

- وهم مختلفون في هذا الباب : فمنهم من ينفي جميع الصفات ، ومنهم من يثبت سبعاً،

أو ثمانية ، أو خمس عشرة ، .. وهذا من تخبطهم ، وضياع الضابط لديهم .

( جـ) وفرقة قالت بالوقف والتفويض ، فهم يُجرون الصفات على ظاهرها ويقولون : نفوض علم معانيها إلى الله تعالى ! ونــــحــــــــــن لا نـــــــــــــــعـــــــرف معاني هذه الأسماء !

ويّدعي بعض الناس أن هؤلاء على مذهب السلف ؟!

والتحقيق أن السلف لا يفوضون معاني الأسماء والصفات ، وإنما دائماً يفوضون كيفية الصفات ،أما المعاني فإنها معلومة من كلام العرب ، يدلّك على هذا قول الإمام مالك لما سئل عن الإستواء قال : « الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعـــــــة ».

ولو كــانت أسماء الله تعالى لا معاني لها ، لم تكن حُسنى كما أخبر الحق تعالى ، ولا كانت دالةً على مدحٍ وكمال ، لأن حُسنها باعتبار معانيها ، فأي حسنٍ فيها إن لم يكن لها معاني(1 ) .

ولو كانت أسماء لا معاني لها، لساغ وقوع أسماء الغضب الانتقام ، في مقام الرحمة والإحسان وبالعكس ، فيقال : اللهم اغفرلي وارحمني إنك أنت الجبار ذو الإنتقام ! اللهم انتقم من الكفرة إنك أنت الغفور الرحيم !

ثم إن الإعراض عن فهم معاني الأسماء والصفات، إعراض عن تدبر كتاب الله تعالى ، وقد ذم الله تعالى المعرضين عنه ، فقال : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } ، وأمر بالتدبر والفهم فقال : { كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليتدبروا آياته وليتذكر أولو الالباب}.

والزعم بأن هذا هو المذهب الحق ، وصف للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالجهل !!

ولذا يسمي شيخ الإسلام هذا الطائفة بأهل التجهيل .

( 4 ) الأصل الرابع : الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات :

وقد دّل الكتاب والسنة على هذا الأصل دلالة واضحة في غاية الوضوح ، فالآيات التي أثبت الله فيها لنفسه أوصافاً، كثيرة جداً ، كقوله : { وكان الله عليماً حكيماً } ، {والله على كل شئ قدير }، وأنه { حي قيوم } ، { عزيز حكيم } ، { غفور رحيم }،{ سميع بصير }، { كلم الله موسي تكليماً } ، يحب المتقين ، يبغض الكافرين ، يرضى عن المؤمنين ، يغضب على الكافرين ..... الخ .

أما في النفي فانه يُجمل فيه ، كقوله { ليس كمثله شئ } ، { ولم يكن له كفواً أحد}، { هل تعلم له سمياً } . {فلا تجعلوا لله أنداداً } .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : إ«ن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا بنفي مجمل ، وإثبات مفصّل ، ولهذا قال سبحانه وتعالى : { سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين } .

فسبّح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلّم على المرسلين ، لسلامة ماقالوه من النقص والعيب ، وطريقة الرسل هي ما جاء به القرآن والله تعالى في القرآن يثبت الصفات على وجه التفصيل ، وينفي عن طريقة الإجمال : التشبيه والتمثيل» . مجموع الفتاوي ( 37/6 )

ولنعلم أن النفي الوارد في الكتاب والسنة ليس نفياً مخصاً ، وانما هو متضمن لإثبات ضده من صفة الكمال ، فالله تعالى : { لا تأخذه سنة ولانوم } ، لكمال قيوميته وحياته ، { ولا يظلم ربك أحداً } ، لكمال عدله { وما كان ربك نسياً } ، لكمال علمه ، {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستةأيام وما مسنا من لغوب } لكمال قدرته .

أما المعتزلة وأشباههم فقد خالفوا طريقة القرآن والسنة فأكثروا من النفي المفصّل ، وأجملوا في الإثبات ، فتراهم يقولون في الله تعالى : ليس بجسم ولا شبح ولا جثة ولا صورة ولا لحم ولا دم ولا شخص ولا جوهر ولا عرض ، ولا بذي لون ولا رائحة ولا طعم ولا بذي حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة ، ولا طول ولا عرض ، ولا عمق ولااجتماع ولا افتراق ، ولا يتحرك ولا يسكن ، ولا يتـبــعـض وليــس بذي أبعـاض وأجزاء وجوارح وأعضاء وليس بذي جهات ولا يمين ولا شمال وأمام وخـلف وفــــوق وتحت ، ولا يــحيط بـه مكان ولا يجـــري عليه زمان .. إلى آخر ما قالــوه .. ( انظر شرح الطحاوية ص 109 ) .

وعند الإثبات لا يثبتون له إلا وجوداً مطلقاً ، مجرداً عن الصفات ، يمتنع تحقيقه في الأعيان ، وإن كان قد يوجد في الأذهان ( 1 ) .

زاعمين أنهم يفرون من تشبيهه بالموجودات ، فشبهوه بالمعدومات ، بل بالممتنعات!!

الأصل الخامس : ترك البحث في كيفية الذات الإلهية :

قد قلنا سابقاً إن الله تعالى { ليس كمثله شيء } فصفاته كذلك ، فإن معرفة كيفية الصفات متوقف على معرفة كيفية الذات ، فإذا كانت الذات الإلهية لا نعلم حقيقتها وكُنهها، فكذلك الصفات .

وأشار الله إلى هذا بقوله { ولا يحيطون به علماً } وقوله تعالى { ولا يحيطون بشيء من علمه } .

ومنع الرسول صلى الله عليه وسلم من التفكر في ذات الله تعالى وصفاته ، فقال« تفكَّروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله »رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وغيرهما .

ومنع السلف من السؤال عن الكيفية، كما مَـَّر معنا قول الإمام مالك : « الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ».

وقال أبو جعفر الطحاوي : « لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام ».

ومثل من يريد معرفة ذلك بعقله ، كمثل رجل معه ميزان للذهب يريد أن يزن به الجـــبال!!

* وهذا لا يعني نفي الصفة أو حقيقتها عن الله تعالى ، بل الصفة ثابتة له تعالى ، ولكن حقيقتها غير معلومة لنا ، فتـنـبــــــه !

( 1 ) أي تخيلاً لا واقعاً !!

(1)-انظر التفسير القيم - للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ( ص28 ) ، ومقدمة كتابنا النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى ، والعقيدة الطحاوية بشرحنا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الفردوس
المدير العام
المدير العام
عاشق الفردوس


عدد المساهمات : 183
نقاط : 106
تاريخ التسجيل : 13/03/2010
العمر : 43
الموقع islaalm.

منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته   منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Emptyالأحد مارس 21, 2010 3:31 pm

منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Thu89988980900
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islaam.ace.st
سماح
مشرف عام
مشرف  عام
سماح


عدد المساهمات : 124
نقاط : 54
تاريخ التسجيل : 18/03/2010

منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته   منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته Emptyالثلاثاء مارس 23, 2010 3:57 am

منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته 20651088101588648052
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فاطمة بنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقصة
» هل الصفحه خاصه برسول الله صلي الله عليه وسلم
» بسم الله
» يا نبى الله وخاتم الرسل
» تعالوا نجتمع على ذكر الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مــنــتــدى العقيـدة والتوحيــد-
انتقل الى: