قال الله جل وعلا : (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ) ..
الجهر بالسوء من القول هو:أن يجهر الإنسان بشيء سيء ،
وهذه الآية دوحة كاملة تهذب أهل الإيمان وتغرس في المجتمع ما يجعله مجتمعا ساميا
إلى الفضائل في منأى عن الرذائل .
ومن أمثلة الجهر السوء في القول:
* أعظمها - والعياذ بالله - أن يأتي رجل معصية أو فاحشة في الليل
والله جل وعلا يطلع عليه ويراه فلا يستحي من الله ومع ذلك يكرمه الله بالستر ...
فإذا أصبح أخذ يحدث الناس يقول البشير النذير صلوات الله وسلامه عليه ..
كما في الصحييين :
(« كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ)، ( فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)
وهذا إذا تأملت بعض ممن يذهبون في الصيف إلى حانات الشرق أو بارات الغرب..
أو غير ذلك من الدور المظلمة والغرف الموصدة وغير ذلك فيقع منه ما يقع ..
فإذا أصبح جمع أقرانه جمع أخلاءه يحدثهم بما صنع ويخبرهم فعلت.. وفعلت.. وفعلت .
.وكأنه لم يقرأ قول الله جل وعلا يوما :
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) ..
.. (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) ..
هذه آية من أعظم آيات الوعيد ، من أعظم ما يقرع القلوب ويبث في الصدور والنفوس قول الله :
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)
وقطعا الله يرى ، لكن جرت سنة الله أن لا حساب في الدنيا إلا بعض الأمور يعجل الله فيها ،
وإلا قال الله :
(وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ).
هذا من أعظم الجهر بالسوء .
* من الجهر بالسوء السباب واللعائن والشتائم التي تقع بين الناس
فيجهر بها صاحبها في دور الوظيفة في المدارس في الأسواق في الطرقات في الأحياء بجوار المساجد
وأشد إذا كان في المسجد هذا كله من الجهر بالسوء الذي لا يحبه رب العالمين جل جلاله .
وكفاك أخي أن تعلم أن هذا الصنيع لا يحبه الله ، فإلى أين تذهب بأمر لا يحبه الله إلى أين تغدو بأمر لا يريده الله ..
إلى أين تحمل أمرا الله جل وعلا يبغضه ويسخطه ؟
وما أبغضه الله سيبغض الله حامله ، سيبغض الله من نشره ، بل إن التعدي في الخصومة إلى هذا الحد من سباب
مقذع وشتائم واللعن من بعض الأمارات على النفاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر المنافقين قال عن المنافقين :
(وإذا خاصم فجر ) عياذا بالله .
ومن الجهر بالقول والفعل أحيانا هذا الذي يبث في القنوات في بعض القنوات الإعلانات التي تدعوا إلى الفحشاء
ويحصل ألفاظ من الرجال ومن النساء وتتكشف عورات رجاء الدعوة والإعلان بشيء لا علاقة له بهذا الأمر بالكلية
هذا ما يسمى بالفيديو كليب مثلا أغاني لا يلتفت المولعون بها إلى ما يقوله المغني ،
ولو اكتفوا حتى بالمغني لدخلوا في الإثم وإنما يلتفتون إلى ما يبث ،
وينسون قول الله:
(لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ) .
وأقبح منه من يمر على أحد الحرمين يرفع فيهما
"حي على الصلاة حي على الفلاح "
وهو يضع ما يسمعه ويرفع الصوت يتباهى به
على بعد أمتار من مكان أمّه سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه .
من الجهر بالسوء من القول الذي لا يحبه الله تبارك النكات القذرة
تلك التي يسخر فيها من أناس أو يتكلم فيها بأشياء يستحي الإنسان
أن يقولها بينه وبين أهله أو بعضه يستحي أن يقولها الإنسان بينه وبين نفسه ،
ومع ذلك يروج لها ، و يجهر بها .
هذا كله من الجهر بالسوء الذي لا يحبه الله جل وعلا وينبذه ،
وجاء الشرع بتحريمه لأنه كما قلنا يفيء بالمجتمع إلى الرذائل أعاذنا الله ،
والأصل في المجتمع المسلم أن يسمو إلى مرتقى الفضائل ،
لك أن تقيس على هذا أشياء كثيرة في ما لا يحبه الله ويرضاه من الجهر بالسوء من القول .
منقول للفائده ..
( مقتبس من كلام الشيخ صالح المغامسي
من برنامج : من معين القرآن ..~ )
وقاني الله وإياكم من الجهر بالسوء من القول و الفعل ... ~
ووفقنا الله جميعا لصالح القول والعمل ..~
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة