هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفسدات القلب الخمسة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سماح
مشرف عام
مشرف  عام
سماح


عدد المساهمات : 124
نقاط : 54
تاريخ التسجيل : 18/03/2010

مفسدات القلب الخمسة Empty
مُساهمةموضوع: مفسدات القلب الخمسة   مفسدات القلب الخمسة Emptyالخميس مايو 27, 2010 2:05 pm

مفسدات القلب الخمسة Icon_article مفسدات القلب الخمسة
ابن القيم الجوزية

مفسدات القلب الخمسة 95
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأما مفسدات القلب الخمسة فهي التي
أشار إليها من كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام.
فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.

المفسد الأول: كثرة المخالطة:
فأما
ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود،
ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا، وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة
قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في
أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟

هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة،
وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية. وهل آفة
الناس إلا الناس؟

وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء
وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه
ندما، كما قال تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي
اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ
أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ
بَعْدَ إِذْ جَاءنِي
مفسدات القلب الخمسة Braket_l [الفرقان:27-29] وقال تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ مفسدات القلب الخمسة Braket_l [الزخرف:67]، وقال خليله إبراهيم لقومه: مفسدات القلب الخمسة Braket_r
إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ
بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ
بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ
مفسدات القلب الخمسة Braket_l
[العنكبوت:25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرضك يتوادون ما داموا متساعدين
على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزناً وألماً وانقلبت تلك
المودة بغضاً ولعنة، وذماً من بعضهم لبعض.

والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير
كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة،
ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.

فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه
اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لابد أن
يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم
وثناء عليه منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل
وبغض له، ومقت، وذم منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين. فالصبر على
أذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد ما لا.

وان دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه.
المفسد الثاني من مفسدات القلب: ركوبه بحر التمني:
وهو
بحر لا ساحل له. وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى
رأس أموال المفاليس. فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة،
تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة
سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل اعتاضت عنها بالأماني
الذهنية. وكل بحسب حاله: من متمن للقدوة والسلطان، وللضرب في الأرض
والتطواف في البلدان، أو للأموال والأثمان، أو للنسوان والمردان، فيمثل
المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها، فبينا هو
على هذا الحال، إذ استيقظ فإذا يده والحصير!!

وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان،
والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره. فأماني هذا إيمان ونور
وحكمة، وأماني أولئك خداع وغرور.

وقد مدح النبي مفسدات القلب الخمسة Article_salla متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.
المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك وتعالى:
وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق.
فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته
منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به. وخذله من جهة ما
تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى
سواه. فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل. قال
الله تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81)
كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً
مفسدات القلب الخمسة Braket_lمفسدات القلب الخمسة Braket_r
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74) لَا
يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ
مفسدات القلب الخمسة Braket_l [يس:75،74].
[مريم:82،81]، وقال تعالى:

فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من
مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال
والفوات. ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت
العنكبوت، أوهن البيوت.

وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً مفسدات القلب الخمسة Braket_l
[الإسراء:22] مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك. إذ قد يكون بعض الناس
مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر
وتسلط بباطل، وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك
المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور.

المفسد الرابع من مفسدات القلب: الطعام:
والمفسد له من ذلك نوعان:
أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات. وهي نوعان:
محرمات لحق الله: كالميتة والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع والمخلب من الطير.
ومحرمات لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه، إما قهرا وإما حياء وتذمما.
والثاني: ما يفسده بقدره وتعدي حده، كالإسراف في
الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة
البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية
ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان
ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يضيق مجاريه ويسد طرقه،
والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا.
وفي الحديث المشهور: { ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه }
[رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ا لألبا ني].

المفسد الخامس: كثرة النوم:
فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا، ومنه الضار غير
النافع للبدن. وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة
إليه. ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه.
وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولاسيما نوم العصر.
والنوم أول النهار إلا لسهران.

ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؟
فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا
طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول
النهار ومفتاحه، ووقت نزول ا لأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة. ومنه
ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة. فينبغي أن يكون نومها
كنوم المضطر.

بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول،
وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات. وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما
زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.

ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل، عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. وكان رسول الله مفسدات القلب الخمسة Article_salla يكرهه. فهو مكروه شرعا وطبعا. والله المستعان.
أسباب شرح الصدور
وقال الإمام ابن القيم أيضا:
فأعظم أسباب شرح الصدر:
1- التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ مفسدات القلب الخمسة Braket_l [الزمر:22]. وقال تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن
يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا
يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء
مفسدات القلب الخمسة Braket_l
[الأنعام:125].
فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.
2- النور الذي يقذفه الله في
قلب العبد- وهو نور الإيمان- فإنه يشرح الصدر ويوسعه، ويفرح القلب. فإذا
فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج، وصار في أضيق سجن وأصعبه.

وقد روى الترمذي في "جامعه" عن النبي مفسدات القلب الخمسة Article_salla أنه قال: {
إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح. قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟
قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت
قبل نزوله }
، فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النور الحسي والظلمة الحسية، هذه تشرح الصدر، وهذه تضيقه.

3- العلم، فإنه يشرح الصدر
ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما
اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن
الرسول مفسدات القلب الخمسة Article_salla وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، وأطيبهم عيشا.

4-الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى
ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر
العبد من ذلك، حتى إنه ليقول أحيانا: إن كنت في الجنة في مثل هذه الحالة،
فإني إذا في عيش طيب. وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر، وطيب النفس،
ونعيم القلب، لا يعرفه إلا من له حس به، وكلما كانت المحبة أقوى وأشد، كان
الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن،
فرؤيتهم قذى عينه، ومخالطتهم حمى روحه.

ومن أعظم أسباب ضيق الصدر الأعراض عن الله تعالى، وتعلق
القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبة سواه، فإن من أحب شيئا غير الله عذب
به، وسجن قلبه في محبة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه، ولا أكسف بالا،
ولا أنكد عيشا، ولا أتعب قلبا. فهما محبتان: محبة هي جنة الدنيا، وسرور
النفس، ولذة القلب، ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها، بل حياتها وقرة عينها،
وهي محبة الله وحده بكل القلب، وانجذاب قوى الميل والإرادة والمحبة كلها
إليه.

ومحبة هي عذاب الروح، وكم النفس، وسجن القلب، وضيق الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء، وهي محبة ما سواه سبحانه.
5- دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن. فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.
6- الإحسان إلى الخلق ونفعهم
بما ليمكنه من المال والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان. فإن الكريم
المحسن أشرح الناس صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، والبخيل الذي ليس
فيه إحسان أضيق الناس صدرا، وأنكدهم عيشا، وأعظمهم هما وكما، وقد ضرب رسول
الله مفسدات القلب الخمسة Article_salla
في الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، كلما
هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت، حتى يجر ثيابه ويعفى أثره، وكلما هم
البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها، ولم تتسع عليه. فهذا مثل انشراح صدر
المؤمن المتصدق وانفساح قلبه، ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه.

7- الشجاعة، فإن الشجاع
منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب. والجبان: أضيق الناس صدرا، وأحصرهم
قلبا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان
البهيمي، وأما سرور الروح ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان،
كما هو محرم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله سبحانه، غافل عن ذكره،
جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه، متعلق القلب بغيره. وأن هذا النعيم
والسرور يصير في القبر رياضا وجنة، وذلك الضيق والحصر ينقلب في القبر
عذابا وسجنا، فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر، نعيما وعذابا،
وسجنا وانطلاقا، ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض، ولا بضيق صدر هذا لعارض،
فإن العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنما ا لمعول على الصفة التي قامت
بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهي الميزان. والله المستعان.

8- إخراج دغل القلب وهو من
الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البرء، فإن
الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة
من قلبه، لم يحظ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران
على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما.

9- ترك فضول النظر، والكلام،
والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل آلاما
وغموما، وهموما في القلب، تحصره، وتحبسه، وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب
عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله، ما أضيق صدر من ضرب في كل
آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، وما أسوأ حاله، وما أشد حصر قلبه
ولا إله إلا الله، ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة
بسهم، وكانت همته دائرة عليها، حائمة حولها! فلهذا نصيب وافر من قوله
تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ مفسدات القلب الخمسة Braket_l [الانفطار:13]، ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: مفسدات القلب الخمسة Braket_r وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ مفسدات القلب الخمسة Braket_l [الانفطار:14]، وبينهما مراتب متفاوتة لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى.

والمقصود: أن رسول الله مفسدات القلب الخمسة Article_salla
كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وقرة
العين، وحياة الروح، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة، وقرة العين مع
ما خص مفسدات القلب الخمسة Article_salla به من الشرح الحسي.

وأكمل الخلق متابعة له؟ أكملهم انشراحا ولذة وقرة عين،
وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال،
فهو مفسدات القلب الخمسة Article_salla في ذروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ووضع الوزر، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه. والله المستعان.

وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم، وعصمته إياهم،
ودفاعه عنهم، وإعزازه لهم، ونصره لهم، بحسب نصيبهم من المتابعة، فمستقل،
ومستكثر، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

وصلى الله على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الفردوس
المدير العام
المدير العام
عاشق الفردوس


عدد المساهمات : 183
نقاط : 106
تاريخ التسجيل : 13/03/2010
العمر : 43
الموقع islaalm.

مفسدات القلب الخمسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفسدات القلب الخمسة   مفسدات القلب الخمسة Emptyالأحد يونيو 20, 2010 9:06 am

الف شكر اختي الغالية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islaam.ace.st
 
مفسدات القلب الخمسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مــنــتــدى الفِقــه الاسلامي-
انتقل الى: